ماذا تفعل وتقول عندما يحدث ما لا يمكن تصوره
فقدت ابنتي في يناير 2013 بعد أيام قليلة
من عامها الأول ، في المستشفى كنت جالسه بجوار سرير ابنتي في حالة من الصدمة
والرعب ، وكان على أن شرح مرارا لكل زائر محادث ، كما كان علي التحدث مع المقربين
من العائلة و اطلاعهم على الأحداث ،كنت يائسة و مرهقة عقليا .
سأتحدث عن تجربتي ، فقد كان حولي من فعل شيء غير
لائق بقصد أو دون قصد .
لا تفعل /
-
الخسارة
الكبرى هي خسارة الوالدين/
في المقام الأول ، لا تجعل هذا عن نفسك
-
اسأل
نفسك إن كنت بحاجة للمعلومات /أكثر من حاجة
الوالدين للهدوء والراحة النفسية
- نظرية ممتازة لتبادل الدعم
العاطفي /يمكن إتباعها لأنها تشرح لك ، كما يمكن تطبيقها على جميع
الصدمات ( اذا كنت من العائلة صغيرة فالتنفيس يقع على العائلة الممتدة / اذا كنت
من أفراد الأسرة الممتدة فقم بالتنفيس للأقارب والأصدقاء البعيدين / اذا كنت صديقا
فالتنفيس يقع على بعضكم البعض من الأصدقاء ) لا ينبغي أبدا أن تعبر عن حاجتك للدعم
العاطفي لشخص يكافح أكثر منك
-
لا
تخبر الوالد أنك تفهم ما لذي يمر به/ ، حتى أنا بصفتي أحد الوالدين الثكلى لا أستطيع
أن أفهم ما يمر به أحد الوالدين فكلا منا لها تجارب مختلفة في الحياه فعلى الرغم
من أن الطلاق والمرض يمثل تحديا للغاية في حياة المرء ،إلا أنه ذو طبيعة مختلفة عن
فقد طفل
-
تجنب
الفضول/ حول معرفة الظروف المحيطة بوفاة الطفل ، هذه
الأسئلة تعمق الشعور بالألم ولا يريد
الوالدين التحدث عن ذلك فيجب احترام هذه الرغبة ، وعندما يرغب الوالد بالتحدث
فأمنحه الوقت الكافي
-
لا
تسأل لماذا حدث ذلك ؟؟ فالبعض قال لأني لم أكن
ممتنا لوجودها بما فيه الكفاية ، البعض قال أنها بسبب مشاركتي لصورها أدى لإصابتها
بالعين ، البعض قال أنها عقوبة على خطاياي ، سألوني كثيرا لماذا لم أرى علامات
التحذير ؟ كل ذلك يقود الوالدين لأن يلومون أنفسهم بطريقة مجنونة و معقدة يرجع ذلك لأننا نتحمل مسئولية رعاية أبنائنا و
حمايتهم و نشعر بأننا فشلنا و شعورنا بالذنب يتفاقم وينتزع قلوبنا
-
فكر
قبل أن تتحدث/ هل ما ستقوله سيجعل الوالد يشعر بتحسن
؟؟إذا كنت تشك في ذلك فمن الأفضل عدم قول شيء على الإطلاق
- تقبل حديثهم عن طفلهم /
لا تتوقع من الوالدين
التغلب على حالة الفقد ، على الرغم من مرور السنين إلا أننا لا ننسى أول فرحتنا ،
نمارس حياتنا الطبيعة نبتسم و نضحك ونلعب و نحتفل بالعيد لكن ابنتنا لا زالت في قلوبنا، ، هي معنا نفكر فيها مائة
مرة في اليوم ، نشير لصورتها و نحكي لإخوتها ذكرياتنا معها و سنظل نتحدث عنها للأبد
، جميع من حولنا يتفهم ذلك وهم مرتاحين لأننا نعبر عن ما يدور في قلوبنا ، لكن
يظهر لي أشخاص يجدون أن ذلك غير طبيعي ، لكننا نتعلم كيف نتعايش
الموت
لا يغير ذلك ، عندما يسألنا أحد عن عدد أطفالنا نذكرها معهم ، عائلتي الممتدة و أصدقائي
يتقبلون حديثي عنها ويرحبون بذلك ، يذكرون اسمها و يحترمون كفاحها من أجل الحياة
كن
هناك بجوار الوالدين /
كن معهم حتى لو شعرت
أنه لا يوجد شيء يمكنك فعله ، أو أنك عديم الفائدة ، لكن بعد مرور هذه السنين لا
أزال أتذكر من كان موجودا.
تركت صديقتي ابنتها
ذات الستة أسابيع و جاءت لتقف الى جواري ، عائلتنا و أصدقاؤنا حضروا من جميع أنحاء
البلاد ، أرسل أصدقاء الطفولة رسائل يوميه و اقتباسات جميلة ، حضر أصدقاء من العمل
بالكاد أعرفهم ، فوجئت برؤيتهم .
اذا لم تكن موجودا
حيننها فسوف تتغير علاقتك بشكل لا رجعة
فيها ، إنه أمر محزن و لكنه حقيقي
كن
هادئا و مفيدا /
عند وفاة ابنتي وجدت
عائلتي و أصدقائي المقربين قد رتبوا أمر الوجبات للحاضرين ، ، أخذوا هاتفي و
أجابوا على المكالمات، حجزوا غرف في الفندق ليسكن بها بعض أفراد العائلة القادمين
من خارج البلاد ، أخرجونا من المستشفى و
أخذونا لنسكن مع أفراد من عائلتنا الممتدة حتى لا نرجع للمنزل الذي غابت عنه ابنتنا،
أنهوا إجراءات الجنازة ، حزموا ممتلكات ابنتي ، اشتروا لنا تذاكر سفر لأداء العمرة
أود أن أفعل أي شيء
لهذه العائلة و الأصدقاء فقد كانوا بحق
نعمة ورحمة من الله عز وجل .
كن متعاطفا حول كيفية تعامل الوالدين (المفجوعين
بفقد طفلهم ) مع الأطفال الأخرين /
عندما لا يستطيعون
حضور حفلات الأطفال لا تشعر بالإهانة إذا رفضوا الحضور ، فلا يوجد شيء شخصي .
عندما أشاهد بنات أصدقائي
يفعلون أشياء لم ولن تفعلها ابنتي أشعر بألم عميق ، كانت ابنتي تلعب معهم وكانوا يضحكون معا ، كثيرا ما أقفل على نفسي في
الحمام وابكي .
أدعو الله أن يخفف
هذا الاختبار لجميع الأباء و الأمهات الحزينين ، أمين.
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ
قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ نَعَمْ
فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ مَاذَا
قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ : "
ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ "
حسنه
الألباني في السلسة الصحيحة
( 1408
) .
الترجمة بتصرف من موقع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق