كم عمر ابنك أو ابنتك التي تعرضت لمحتوى إباحي؟
إن
كانت 5 سنوات أو أقل فعلى الأغلب لن يُحدث ما شاهده أي تأثير عليهم، وبالتالي قد
يكون الحل الأنسب هو تجاهل ما حدث، مع الاحتياط حتى لا يتكرر تعرضه لهذا المحتوى
مرة أخرى.
--...
أما إن
كان أكبر من ذلك، حينها علينا أن نتصرف، خصوصاً إن كان عمره ثماني أو تسع سنوات
فأكثر......
أولا:
خذ نفساً عميقاً، سيطر على أعصابك، وتصرف بهدوء. أحيانا ردة الفعل العنيفة أو
المفاجئة تزيد كثيراً من صعوبة الموضوع، أحياناً هي التي تلفت نظر الطفل إلى أن ما
شاهده هو شيء (مثير للاهتمام) وأنه (لماذا بالضبط تصرف أبي أو أمي هكذا؟)،
وبالتالي يفكر فيه أكثر وقد يحاول العودة إليه مرات أخرى لمحاولة فهمه، أَعلمُ أن
السيطرة على الأعصاب في اللحظة التي نرى فيها الطفل يشاهد محتوى إباحياً أمر صعب،
ولكنه جزء من علاج وتخطي المشكلة، يمكن أن نطلب من الطفل أن يحضر شيئاً أو نناديه
لنعطيه شيئاً يحبه وخلال ذلك نقوم بتغيير ما يشاهده كإغلاق الكمبيوتر أو تشغيل شيء
آخر له يحبه، وهكذا.
اكسب
بعض الوقت لتفكر جيداً في خطواتك وماذا ستفعل، على الوالدين حينها أن يتحدثا
ويتشاورا مع بعضهما في هذا الموضوع، يمكن لهما أن يستشيراً أحد الأقرباء أو
الأصدقاء ممن لديه خبرة جيدة في التربية إن كانا يريان أنهما يحتاجان لذلك.
1-
تحدث مع ابنك
أهم
خطوة على الإطلاق هي التواصل الجيد مع الطفل.. الحوار المفتوح البنّاء..
أما
النمط التقليدي في التوجيه.. وهو أن نحضر الطفل ونعطيه محاضرة وعليه أن يسمع
ويطيع.. فهي لن تجدي نفعاً هنا.. ولو تجاوب معها الطفل فإنه يقوم فقط بتغطية ما
حصل معه حتى ينفجر في وقت آخر..
2-
اختر وقتاً مناسباً
على
الوالدين أن يقررا سوية من سيتحدث مع الطفل، وكيف.. بعض الأطفال يتحدثون بحرية مع
أبيهم أثناء اصطحابهم من المدرسة إلى المنزل مثلاً، وبعضهم يتحدثون بحرية مثلاً مع
الأم حينما تجلس معهم قبل النوم.. اختارا الوقت المناسب ليبدو الموضوع وكأنه
تلقائي.. أما محاولة فتح حوار مع الطفل في وقت غير مناسب فلن يحقق منه الاستجابة
المرجوة.. بعض الأطفال مثلاً تعودوا على اللعب بعد الغداء.. حينما يناديهم الأب
والأم للحديث معهم في هذا الوقت سيقوم الطفل بمحاولة إنهاء الحديث بسرعة وبأي
طريقة فقط للعودة إلى ألعابه.. علينا أن ننتبه من ذلك.
3-
استمع أولاً
لا
تعتقد أنك تعرف بالضبط ماذا حصل مع ابنك، وماذا شاهد، وما أثر ذلك عليه.. أنت في
الأغلب لم تشاهد إلا لقطة من عموم المشهد وهي أن ابنك جالس أمام شاشة تعرض شيئاً
مخلاً.. ما عدا ذلك فأنت لا تعرفه..
ولذلك..
من الخطأ أن تقوم فوراً بنصح ابنك.. قد يكون ابنك غير مدرك أصلا ما الذي حصل..
وماذا شاهد.. ونصحك المباشر له سيفتح إدراكه على أشياء لم تكن موجودة.. وبالتالي
تكون أنت سبب في تضخيم المشكلة وليس حلها!..
استمع
لابنك.. ابدأ بالحوار معه بطريقة أسئلة واستفهامات بسيطة.. ودعه يتكلم براحته..
ويسترسل كما يريد.. وإن بدأ بذكر أشياء صادمة فلا تنفعل أمامه لأن ذلك سيجعله يقطع
حديثه وبالتالي لن تعرف أبداً بقية ما حصل معه.. كن هادئاً.. كن مستمعاً جيداً
وصبوراً مهما كان حديث ابنك صادماً، أو مملاً.
اعرف
منه ماذا شاهد، ولماذا شاهده، كيف وصل إلى ما شاهده، هل وصله بشكل تلقائي أم أن
هناك شيئاً تعلمه من شخص ما، هل تحدث مع أحد من أصدقائه مثلاً حول ما شاهده، لا
تتوقف هنا.. اعرف منه انطباعه ورأيه في الذي شاهده، أحياناً تكون تصوراته بسيطة
وسطحية ولم يفهم بالضبط ما الذي شاهده، وليس كما نظن نحن بعقليتنا من أنه قد فهم
الموضوع بأكمله..
الاستماع
له أمر مهم جداً، عليك ألا تبني جداراً بينك وبينه، لأنك إن فعلت ذلك فلن يفضفض لك
ويتحدث معك، وقد يذهب إلى شخص آخر ليتحدث معه حول ما يشاهده، ومن يكون هذا الشخص؟
لا أحد يعلم..
4-
ابدأ في الحديث معه من وحي ما قاله
بعد أن
تشعر أن ابنك قد قال كل ما لديه.. حينها يمكنك أن تبدأ في الحديث معه..
وما
ستقوله هنا يعتمد على نوعية الحادثة وما الذي شاهده، وعلى ما سمعته منه ومن فكرته
هو عن الموضوع..
ولا
يوجد هنا مسار واضح تتبعه أثناء حديثك معه، الموضوع يعتمد أولاً وأخيراً عليك وعلى
تقديرك للموقف، ومعرفتك بنفسية طفلك وطباعه، ولكن الأهداف التي تريد أن تصل إليها
هي ما يلي:
عليك
أولاً أن تعطيه شعوراً بالثقة والأمان والاطمئنان، علاقتك النفسية معه مهمة جداً
على المدى الطويل، فلا تخسرها.
5-
تنمية الوازع الديني والأخلاقي لديه، وتشجيع حس
المراقبة الذاتية عنده.
أن
يعرف أن ما شاهده خطأ، أصل الفعل خطأ، ومشاهدته خطأ، وعليه أن يبتعد عن ذلك.
تحذيره
من ألا يتحدث مع أحد حول ما شاهده إلا أباه أو أمه، وتشجيعه على أن يتحدث مع
والديه كل ما طرأ معه أمر جديد، سواء تعرض لشيء جديد، أو بدأت عنده تساؤلات جديدة
حول ما رأى وشاهد.
6- لا
تقوم بإلقاء اللوم عليه أو تعنيفه.
7- لا
تحاول تسطيح الموضوع بادعاء أن ما شاهده غير حقيقي.
8- إمنح الطفل شعوراً بالرعاية والاهتمام
والحماية أولاً وطوال الوقت.
9- اعمل
على أن تمنحه شعوراً أن ما يشعر به الآن هو أمر طبيعي، سواء كان خوف، أو غضب، أو
ضيق، أو عدم فهم وتشويش.
10- لا
تقوم برد فعل عنيف وصادم كأن تسحب من بين يديه الآيباد أو تغلق تماماً الكمبيوتر
في وجهه. هذا سيجعله لن يتحدث معك في أي شيء مماثل يواجهه غداً. وهذا سيمنحه
شعوراً أيضاً بأنه هو السبب في الخطأ وأنك تلقي باللوم عليه.
11- اجعله
يشعر أنك سعيد لأنه نحدث معك وصارحك بهذا الموضوع.
12- إن
رأيت أن هناك تأثيراً نفسياً قوياً على طفلك جراء ما شاهد، ولا يمكنك احتواء ذلك،
فالأفضل حينها أن تستشير طبيباً نفسياً مختصاً ليحاول مساعدتك.